بحث في الموقع

https://3aleem1.blogspot.com.eg/

أخر الأخبار

Printfriendly

الأربعاء، 3 يناير 2018

أحمد عبدالعليم يكتب: تنظيم الوقت


لا يعير كثيرون منا الاهتمام الواجب للوقت، لأنهم يرونه موردا رخيصا ومتوفرا، على عكس طبيعة الأشياء، أو الواقع الفعلي للأمور، ، ذلك لأن الوقت يعبر عن عمرك المحدود مهما طال بعدد من السنوات، ومن ثم فإن الوقت يعد من أهم الموارد وأندرها على الإطلاق، حيث  كل الموارد تقبل النمو إلا الوقت فإنه في تناقص مستمر.
ويتميز الوقت بعدد من الصفات التي تؤكد ذلك، وتجعل منه موردا متفردا، وشحيحا إلى أبعد حد ... ومن  أهمها أنالوقت :
        غير قابل للتخزين ... أو التوفير ... أو الادخار.
        غير قابل للاستعادة ... أو الاسترجاع ... أو التعويض.
        غير قابل للبيع ... أو الشراء ... أو التأجير.
        غير قابل للإطالة ... أو المد.
        موزع بالعدل والمساواة على البشر جميعا.
 وربما يتضح لنا من خلال الصفات التي يتميز بها الوقت مدى أهميته للناس جميعا، على الرغم من عدم قدرة معظمنا على التعامل معه أو إدارته... فإذا كان الوقت يعد موردا قابلا للقياس من خلال تحديده بـ: الثانية، الدقيقة، الساعة، اليوم، الأسبوع، الشهر، السنة... وإذا كنا جميعا نمتلك نفس المقدار من الوقت يوميا... وإذا كان الوقت غير قابل للتخزين أو التعويض بحيث لا يمكن لأحد أن يعيد ما فاته من وقت، أو يطيل ما لديه من وقت... فإننا ينبغي علينا أن نتعامل مع الوقت بحكمة، ونستفيد منه قدر الإمكان... ولا أخفي عليكم سرا إذا قلت لكم... أن الفارق الجوهري بين الشخص الناجح، والشخص غير الناجح هو: كيف يستفيدالأول من وقته، بينما يفشل الثاني في السيطرة عليه... فلكي أتمكن من الاستفادة من وقتي يجب علي أن أتمكن من إدارته... ولكي أتمكن من إدارته بنجاح، من الضروري أن أنظمه... ولكي أنظمه يجب أن أتمكن من السيطرة عليه.
مبررات ضعيفة:
ربما يظن كثيرون أن  مسألة السيطرة على الوقت أمور تبدو مغرية للبعض، ولكن... أظن أن كثيرين منا سيرفضها تحت دعاوى متعددة، من الضروري أن نناقشها معا، حتى ننتقل إلى كيف نسيطر على الوقت ونحن قانعون بالفكرة، مؤمنين بجدواها، وأهم هذه المبررات، للهروب من السيطرة على الوقت وتنظيمه:
أين الوقت:
 لا أمتلك الوقت الكافي
قد يخرج علي أحدهم يسألني ساخرا: هل تظن أن لدي الوقت الكافي لأسيطر عليه أو أنظمه ؟! ... وأجيبه: تنظيمك لوقتك سيمنحك الوقت الذي تشكو من عدم كفايته... فلنتخيل معا... في يوم كان الجزار يقوم بتقطيع لحوم العيد، بسكين غير مجهز، وكان يقضي وقتا طويلا في تقطيعها، فرآه أحدهم، فنصحه أن يشحذ سكينه، فما كان منه إلا أن تعلل  بانشغاله الشديد، وعدم وجود وقت كاف ليقوم بذلك...
لا أملك وقتا يستحق التنظيم:
- أنسى نفسي مع أصدقائي.
- أسهو عن الوقت عند اللعب.
وقد يقول آخر: إن يومي بسيط لا يوجد فيه ما يستحق التنظيم، فالأعمال العظيمة فقط هي التي تحتاج إلى تنظيم، فلا تشغل بالك بي، ودعني مع مشكلتي...
فأقول له: عليك أن تدرك صديقي أن الذي يهدر الوقت هو تلك الأعمال التي نراها تافهة، غير ذات جدوى، مع أننا نضيع كثيرا من الوقت عليها... فلنتخيل معا... في يوم كان يوسف ساهرا يؤدي واجباته اليومية لوقت متأخر من الليل، على الرغم من ضرورة استيقاظه مبكرا كي يذهب إلى مدرسته، رأته أمه  فأشفقت عليه، وطلبت منه أن يتوقف كي يأخذ قدرا من النوم والراحة، فأخبرها أنه يجب عليه أن ينهي هذه الواجبات، لأنه سيسلمها غدا، فسألته: متى طلبت منك هذه الواجبات؟! فأخبرها: الأسبوع الماضي، فتعجبت الأم، وسألته: وأين كنت طوال اليوم، فأجابها: مررت على صديقي أشرف، وقضينا بعض الوقت نتحدث...  واكتشفت فجأة أن الوقت قد مر...
السيطرة على الوقت:
نتائج مفيدة
 ربما تسأل نفسك : ما الذي يجعلني أخوض مثل هذه التجربة ؟! ... وقد أتعرض للفشل ، ومن ثم الإحباط ...
     إننا نخشى التغيير ... نستسلم للعادة ... نركن إلى المألوف ... بينما النجاح ، وتحقيق الذات يحتاج إلى :
        كسر دائرة الخوف من التغيير .
        يتطلب المبادرة ... .
        يأتي مع الإبداع ، والابتكار.
     ولتحقيق مكاسب مضمونة علينا أن نسعى لاستخدام مواردنا المتاحة ، وأهمها الوقت ، حيث يجعلنا تنظيم الوقت قادرين على السيطرة عليه ، ويمنحنا الفرصة كي نتمكن من :
        إنجاز أعمالك دون توتر وقلق .
        تقليل حدة الضغوط التي تتعرض لها .
        أداء واجباتك المتعددة بكفاءة .
        توفير فترات للراحة والهدوء .
        توفير فترات لممارسة هوايتك المفضلة .
        يمكنك من تحقيق أهدافك .
تحديد المشكلة :
 إن الخطوة الأولى نحو بدء تمكنك من السيطرة على وقتك ، هي قدرتك على اكتشاف المشكلة وتحليلها ، إن الإحساس بوجود مشكلة ، ومعاناة نتائجها السلبية أمر - لا شكمهم ، أما أن نتعرف على المشكلة ونحددها ، لهو أمر بالغ الأهمية ، ولكي نحدد سويا المشكلة التي تواجهها  ، عليك أن تعترف : نعم ...
        لدي أزمة فعلية في الوقت ...
        وقتي لا يكفي لإنجاز كل الأعمال التي يجب أن أقوم بها ...
        أشعر أن الوقت قصير جدا على أداء واجباتي ...
        أحتاج إلى يوم إضافي لكي أنجز كل أعمال اليوم ...
ثم نخطو خطوة تالية ونقوم معا بـ التعرف على :
        كيف أقضي وقتي ؟!
        وفيما أهدره ؟!
 على الرغم من تعدد سبل تمضية الوقت - من شخص لآخر - إلا أن كثير من الوقت يضيع في :
        قضاء أوقات مطولة مع الأصدقاء .
        قضاء أوقات مطولة في الدروس الخصوصية .
        قضاء أوقات مطولة أمام الكومبيوتر .
        مشاهدة التليفزيون لساعات طويلة .
        الدخول على الانترنت لساعات طويلة دون سبب واضح أو محدد .
        المكالمات الهاتفية لفترات طويلة .
        تراكم الواجبات المطلوبة بسبب تأجيلها ... أو التكاسل عن إنجازها.
        طول فترات الراحة .
        عدم تحديد وقت اللعب ... وقضاء وقت الفراغ .
        الانشغال لأوقات طويلة في أحلام اليقظة .
        غياب الأهداف ... وعدم تحديدها .
        عدم القدرة على وضع قائمة بالأولويات .
إدارة الوقت: تكوين الرؤية
        نقطة البدء هي أن تتمكن من وضع رؤية عامة ، توضح لك مجموعة المبادئ التي تحكم علاقتك بالوقت ، وما هي تصوراتك الرئيسية عنه ...
        قبل بداية وضع برنامج عملي يهدف إلى تنظيم وقتك، والسيطرة عليه، بغرض التمكن من إدارته بأسلوب يضمن لك النجاح، تأكد من اقتناعك بأهمية ما تقوم به وبضرورته لك.              
        من الضروري أن تكون على وعي، واقتناع تام بأهمية الوقت، وبأن الوقت الذي تهدره أو تضيعه لن تتمكن يوما من استعادته أو استرجاعه ... ومن الضروري أن تؤمن بأن السيطرة على وقتك وإدارته بشكل جيد، والتخطيط لحياتك وتنظيمها، لن يضيرك في شيئ أو يسبب لك التعاسة أو الشقاء، بل على العكس سينفعك ويفيدك كثيرا، وعلى مستويات متعددة  ولن يحرمك من الاستمتاع بممارسة أمور تسعدك  أو يمنعك من قضاء أوقات تشعر فيها بالفرحة، وتنسى فيها مشاكلك .
        عليك أن تضع تصورا حول كيف تريد أن تقسم وقتك، وعلى أي الأنشطة؟ مع الوضع في الاعتبار أن هناك نوعين رئيسين من الوقت:
-    وقت لا تستطيع التحكم فيه أو السيطرة عليه : مثل الوقت الذي تتلقى فيه العلم في المدرسة أو الكلية ، ويتحكم فيه القائمين على تعليمك .
-    وقت تستطيع التحكم فيه والسيطرة عليه : وهو الوقت الذي يكون تحت تصرفك ، تقضيه بالطريقة التي تراها مفيدة لك .
وضع الأهداف ... ولقد تمكنت سابقا من صياغة حلمك، ووضع أهدافك المرحلية، ووضع البرنامج الزمني لتحقيق هدفك، عند تنظيمك لذاتك ... قم بتسجيل حلمك ... أهدافك ... على ورقة وعلقها في مكان قريب منك
  • تعليقات المدونة
  • تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Item Reviewed: أحمد عبدالعليم يكتب: تنظيم الوقت Description: Rating: 5 Reviewed By: 3aleem
Scroll to Top