بحث في الموقع

https://3aleem1.blogspot.com.eg/

أخر الأخبار

Printfriendly

السبت، 6 يناير 2018

أحمد عبدالعليم يكتب: الشعبوية ... نتائج اجتماعية ... وعقاب جمعي




ما االذي يجعل )إعلامي( مثل (الدكتور توفيق عكاشة) يحظى بمثل هذه الشعبية الجارفة ؟! دهشة وتساؤل ربما طرأ على أذهان كثيرين من أفراد النخبة المصرية...  لماذا تشكل خطابات ـــــ أقل ما توصف به أنها ديماجوجية ومعادية للمنطق ـــ تفاهمات راهنة مقبولة يلتف حولها فئات شعبية يتزايد أعدادها باستمرار... ما الخطأ الذي ترتكبه النخب المصرية بكافة عناصرها ومستوياتها دفعتها دفعا للخروج من المعادلة.
نتوقف كثيرا إلى حد الدهشة عندما يعرض الناس عن خطاباتنا الاجتماعية والسياسية، رغم إيماننا ورغبتنا في الدفاع عن قضاياهم، وتطلعنا لمجتمع عادل يضمن الحياة الكريمة للجميع دون استبعاد لأحد، وربما نتساءل منكرين حول الأسباب التي تدفع جموع المهمشين والمظلومين لا ينخرطون في صفوف مقاومتنا ونضالنا دفاعا عنهم... وقد نعزو ذلك للجهل أو الخوف.
ما بين دهشتنا الأولى من نجاح خطابات وشخصيات، ودهشتنا الثانية من الإعراض الذي نحظى به تحضرني مقولة جورج لوكش إن المسيرة الذاهبة من الحياة الاجتماعية لتعود إليها هي التي تعطي الأفكار الفلسفية مداها الحقيقي، وهي التي تحدد عمقها حتى بالمعنى الفلسفي حصرا ... ربما نكون إزاء حكم قطعي يجبرنا على الانغماس في المجتمع وتحولاته اليومية إذا ما أردنا أو زعمنا أننا نرغب في التعبير عنه أو تطويره.
وفي هذا الإطار قد يبدو من المثير للدهشة حقا تعاطي القوى السياسية المعارضة مع المشكلات والقضايا اليومية التي ينبغي عليها التصدي لها بحكم مزاعمها بالدفاع عن / أو النضال من أجلها، مثلا أن تتخذ موقفا في قضية راهنة تشغل الرأي العام وتتعامل معها كما تعامل (كوهين) في "الطرفة المصرية الشهيرة" عندما أعلن في إحدى الجرائد ( كوهين ينعي ولده ويصلح ساعات) فكلما أصدرت بيانا أو تعاملت مع قضية ما، فلابد لها وأن تسرد سردا كاملا كافة مواقفها السابقة، بل ربما لاتنسى أن تعرب عن رفضها لمواقف رؤساء سابقين من (قضايانا الكبرى). وهكذا تصبح القضية الرئيسية الآنية والراهنة التي تتعامل معها تبدو هامشية في إطار هذه القضايا التي تعتبرها (كبرى). وربما يعبر هذا عن خوف (مضلل) من تذيل لمطالب ملحة ولكنها (غير أساسية)، ومن ثم التحول إلى حركة مطلبية، وربما يكون رغبة في استغلال قضية ساخنة لعرض مواقف وآراء تراها أهم وأعظم.
وفي ظني أن النخبة المصرية إذا ما تغافلت عن التغييرات التي طرأت على الشخصية المصرية خلال العقود الخمس الماضية قد تظل حائرة ومرتبكة إزاء الظواهر الاجتماعية، والاختيارات السياسية والثقافية التي تسود المجتمع المصري ومن ثم تزداد عزلتها، وتتعاظم خسائرها. وقد يكون لحديث المدير التنفيذي لإحدى أهم شركات صناعة (الهاتف المحمول) في العالم وقع آخر في هذا السياق عندما أعرب عن أسفه لتراجع شركته وخساراتها المتوالية : لقد بدا كل شيء على ما يرام، فعلنا كل ما يمنحنا الأسبقية ويحقق النجاح ... ولكن كانت النتائج مخيبة للآمال... هل يمكن أن يكون حال النخب المصرية قريب من حال قيادات هذه الشركة؟!
  • تعليقات المدونة
  • تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Item Reviewed: أحمد عبدالعليم يكتب: الشعبوية ... نتائج اجتماعية ... وعقاب جمعي Description: Rating: 5 Reviewed By: 3aleem
Scroll to Top