بحث في الموقع

https://3aleem1.blogspot.com.eg/

أخر الأخبار

Printfriendly

الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015

أحمد عبدالعليم يكتب: المستقبل ... هنا والآن














المستقبل هو ذلك الزمن القادم الذي نريد به مجموع الإمكانات التي نريد تحقيقها، من حيث أن الزمن لا يمثل  بنية ذات كينونة قائمة بذاتها، بل هو الحركة في المكان، وفي بعض الأحيان لا يمكن فهمه بعيدا عن مفهومي الماضي والحاضر، فالماضي يعبر عن تلك الأحداث التي مرت وانقضت بالفعل، أما الحاضر فهو مجموع الآنات التي نعيشها بالفعل، عبر أحداث تتم في اللحظة الراهنة، ومن ثم يصبح المستقبل هو ذلك التحقق لمجموع الاحتمالات التي قد يحدث أحدها نتيجة ما نقوم به من أفعال في  الحاضر، فقد يكون المستقبل يستعصي أحياناعلى التنبؤ به، ولكنه يتكون من مجمل الاحتمالات الراهنة، ومجموع الإمكانات القائمة.
وعادة ما ينظر للحاضر بوصفه ذلك الجسر الوهمي الذي يربط الماضي بالمستقبل، فهو مجموعة من الآنات المتلاحقة والمتغيرة على الدوام، ولا يمكن بأي حال الإمساك بطرفها، وباجتماع "هنا/الآن" يتشكل الواقع المعاش في مجتمع ما من المجتمعات، وهو ما نطلق عليه (اتفاقا) " الحاضر"، وهو ما يعني منظومة الظروف التي يعيشها المجتمع في اللحظة الزمانية/المكانية الراهنة ، والتي يواجه فيها المجتمع موقفا وجوديا ذا دلالة، يتعلق بمدى قدرته على الاستمرار والوجود في ظل منظومة الظروف الأكثر اتساعا التي تشمل المجتمعات الخارجية الأخرى، وعلاقات القوة داخل العالم، حيث يقاس وفقا لهذا الوضع مدى التطور أو التخلف الذي يعيش فيه المجتمع، ومن ثم تتحدد نوعية الموقف/الأزمة الذي يواجهه، وكيفية التعامل مع معطياته الداخلية والخارجية، وهو الأمر الذي نفترض أن يتم تداركه ومعالجته من أجل المستقبل، وفقا للرؤية التي يصوغها المجتمع عبر أفراده ومؤسساته، من خلال اتفاق ضمني ، أو سيادة رؤية بعينها لطبقة من طبقاته، وفي كل الأحوال عادة ما يوجد فعل ما تجاه هذا الموقف المعني، يتحدد وفقا لمجموعة من الاحتمالات التي تنبني على مجموعة من التوقعات أو السيناريوهات المستقبلية، ثم يتبنى المجتمع إحدى هذه الرؤى اعتمادا على مجموعة من الأسباب والتوازنات التي ترجح كفة هذا الاحتمال أو ذاك .
وفي ظني أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال التغاضي عن أو إنكار وجود هذا الواقع/الأزمة، بما يعني عدم التعامل مع مشكلاته وتصديرها للقادم، ففي هذه الحالة يواجه المجتمع امكانات وجوده وفنائه، إذ يعد التوقف عن التفاعل مع الواقع ومعالجة أزماته توقف عن الفعل، هذا التوقف يعني مزيد من التعثر وتعقد المشكلات، فتحديد الصيغة التي تشكل رؤيتنا لـ (لموقف الراهن)، ثم تحديد الفعل الذي يجب أن نتخذه تجاه هذا الموقف، هما الخطوتان اللتين تشكلان المستقبل، ومن ثم فالمجتمع عبر مؤسساته المتعددة، والمتباينة، لا يحدد مواقفه لأفراده في اللحظة الراهنة فحسب، بل ويمتد تأثير قراراته ومواقفه لأجيال قادمة، ربما تثني على هذا الفعل أو تنكره، ولكنها في كل الأحوال تتأثر بتداعياته، وهو الأمر الذي يزيد من أهمية ما يقوم به الجيل الحاضر ومسئوليته تجاه الأجيال القادمة،  هؤلاء  بالطبع ليسوا غرباء عن المجتمع، من حيث كونهم امتداد له  إننا في اللحظة الراهنة بينما نقرر ما يجب أن نقوم به من أفعال، ونقرر ما يتحتم علينا من اختيارات، لا نختار لأنفسنا فحسب بل نختار أيضا للأجيال القادمة .
  • تعليقات المدونة
  • تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Item Reviewed: أحمد عبدالعليم يكتب: المستقبل ... هنا والآن Description: Rating: 5 Reviewed By: 3aleem
Scroll to Top