بحث في الموقع

https://3aleem1.blogspot.com.eg/

أخر الأخبار

Printfriendly

الأربعاء، 9 مايو 2018

أحمد عبدالعليم يكتب: مابعد الايديولوجيا أطر حركية ... وعداء للايديولوجيا



نشأت الحركة الاحتجاجية في مصر بمعزل عن العمل الحزبي لأسباب بعضها موضوعي، حيث أصبح المزاج العالمي يصب في سياق الحركات الاحتجاجية المطلبية، وخاصة في سياق إغراءات النجاحات الصغيرة، والتجاوب الجماهيري، كما كانت الظروف الداخلية في مصر والتضييق الأمني على الأحزاب عوامل دفعت (النشطاء) السياسيين إلى ابتكار أو استنساخ أساليب مختلفة للتفاعل مع القضايا الاجتماعية والسياسية في المجتمع، وخاصة مع انتشار تكنولوجيا الاتصالات الحديثة، ومواقع التواصل الاجتماعي، والذي دعم وجود إعلام بديل يصعب مراقبة حركته وانتشاره.
ضمت الحركات الاحتجاجية كافة أطياف المعارضة المصرية، على حد قول مؤسسيها آنذاك، وقد مثلت خروج عن العمل الحزبي في صورته التقليدية، وربما كانت الأحزاب القائمة قد ساعدت على ـــــــ بل وباركت ـــــــ تشكيل هذه الحركات بمعزل عن هيكلها التنظيمي، لأسباب بعضها أمني، حيث تخوفات القيادات الحزبية من ملاحقة الأجهزة الأمنية، وبعضها سياسي، حيث يمكن للحركة أن تفتح أبوابا جديدة وتجتذب شبابا من الزاهدين أو الممانعين للعمل السياسي الحزبي، ومن ثم يمكن للأحزاب أن تسعى لضم هؤلاء الشباب واكتساب عضويات شابة، وإن كان المؤسسين الأوائل للحركة غير بعيدين عن التنظيمات الحزبية القائمة في مصر آنذاك.
علينا أن نعترف بأن المناخ السياسي العملي والنظري إبان نشأة هذه الحركات (ومازال) قد تميز بالضعف، ونعترف أيضا بأن آليات عمل هذه الحركات لم يكن من إنتاج قريحة العقلية المصرية، بل استمدت هذه الحركات أدواتها الفاعلة من حركات عالمية، ربما امتازت أيضا بأنها (حركات احتجاجية مطلبية)، وفي إطار انتشار الإعلام البديل، ربما كان الرفض الشبابي الواسع على مستوى العالم لأساليب وممارسات العمل الحزبي قد شجع هذا الالتقاء على المستوى المحلي والدولي بين الشباب الرافض لما يحدث في العالم على كافة المستويات ... صناعة الحروب .. تدمير البيئة واستنزاف مواردها ... استغلال الشعوب لبعضها ... السياسات الاقتصادية الرأسمالية وغياب العدالة ... الاستبداد ... العبودية الاستهلاكية ...الخ .
إن طريقة إدارة الحركات الاحتجاجية في نسختها الأولى لم تخرج عن الإطار التقليدي حسب مزاعم بعض من المشاركين من الشباب، ما استدعى تشكل حركات جديدة بمعزل عنها، وبقيادات (شبابية)، وربما كان أشهرهم (حركة 6 إبريل)، والتي سعت لتقديم فاعليات غير تقليدية للاحتجاج، وتميزت بالحيوية والفاعلية، كما اعتمدت في عضويتها على تنظيم لامركزي يمكنه التفاعل مع معطيات الواقع بكل أزماته الاجتماعية والسياسية والأمنية، إلى جانب تشكلها من عضويات شابة قادرة على التعامل مع تكنولوجيا الاتصالات بكل تعقيداتها، والتفاعل مع أشكال التواصل الاجتماعي (الالكتروني) الجديدة بسهولة ويسر، ما استتبع نموا مطردا ، وانتشارا أفقيا، مكنها من ممارسة تأثيرات سياسية على الواقع المصري آنذاك خاصة من حيث قدرتها على نشر مطالباتها وفاعلياتها التي تدعو لها عبر الفضاء الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي التي كانت جديدة على الواقع المصري في هذا الوقت .
وفي ظني أن عناصر قوتها أصبحت في لحظة ما تحتوي على نقاط ضعفها وخاصة بعد تمكن 25 يناير من إزاحة مبارك عن المشهد السياسي.، إذ لم تقدم الحركة الاحتجاجية في مصر تصورات فكرية، أو رؤى نظرية (أيديولوجيا)، يمكن أن تصوغ تنظيم سياسي متماسك المعالم ، ولم تعلن هذا ضمن أهدافها، بل كانت رؤية هذه التنظيمات ــــــــ كما أظن ـــــــــ (عدو واحد يجمعنا)، ولم تكن مطالباتهم ببعيدة عن هذا التصور البسيط، حتى فيما يتعلق بفاعليات الحركة، يبدو عليها الطبيعة الحركية المباشرة، وربما كان للحركة (زعماء أو أو قيادات) ولكن لم يكن لها (منظرون) يمكنهم أن يبلوروا تصورات فكرية محددة المعالم، تشكل رؤية متماسكة، في حال نجاح الحركة، ولعل تعدد أطياف المشاركين الفكرية والسياسية لم يعط الفرصة لقيادات الحركة للإقدام على مثل هذه الخطوة، أو تقديم مثل هذا الجهد النظري، فبين المشاركين ما يمكن أن نطلق عليهم باطمئنان (أعداء أيديولوجيين)، وكذلك تنظيمات في خصومة فكرية تاريخية، جمعهم كراهية لفصيل (الحزب الوطني)، ولشخص (مبارك)، ومن ثم لم تذهب الحركة لبعيد، ربما لتخوفات من التفتت، أو الانقسام.

  • تعليقات المدونة
  • تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Item Reviewed: أحمد عبدالعليم يكتب: مابعد الايديولوجيا أطر حركية ... وعداء للايديولوجيا Description: Rating: 5 Reviewed By: 3aleem
Scroll to Top