بحث في الموقع

https://3aleem1.blogspot.com.eg/

أخر الأخبار

Printfriendly

الخميس، 24 يناير 2019

25 يناير... حدث لم تستوعبه السياسة.. ولم يرض عنه الساسة



هو نقلة إدراكية تغير ملامح المفاهيم، وتقلقل الثوابت، وتهز عرش المقدسات المجتمعية، ربما ما جعل المشاركين فيها يعيشون داخلها دون محاولة للخروج، هو شغف أقرب للهوس، أثر لن ينمحي لكل من شارك.الجرح طال الجميع، حتى أولئك الذين لم يصابوا. اختزلت حينها في اسقاط رئيس، لم تكن ترغب في اسقاطه بل في إسقاط نظامه. ليس النظام السياسي أو الاقتصادي، بل المنظومة المجتمعية بكل مكوناتها القيمية والمعرفية. لا أحد تمكن من إدراك كُنْهُ اللحظة بعد، ولكن أحسسنا بحضورها، لم نتمكن من التعبير عنها، أو أمسكنا ببعض منها بينما أفلت الكثير... لا تكن واثقا من أسبابها فهي ابنة الهزيمة والبؤس، ابنة اليأس والفقر، ابنة التمرد الجيلي واحباطات الحياة اليومية، لم تتجلى تحولاتها المجتمعية بعد، ولكن صيرورتها مازالت تعمل بامتياز. من الصعب تعقب انعكاساتها وعواقبها دون الحاجة لأدوات جديدة للدراسة والفحص لم نمتلكها بعد.
الملاحظات السالبة عنها تمثل مناط امتيازها العفوي، وأخطاؤها تعبر عن مكمن قوتها والخوف منها، لم يحمل المشاركون فيها مانفيستو بعينه، ولم يمتلكوا نظرية تغيير بعينها، بل كانوا كل نظريات وبيانات الثورة منذ القدم. التناقض الذي لم ينتج أثرا ولكن ترنحت أمامه مؤسسات ذات ثقل وأثر. هل يمكن أن نكشف عن تمثلاته الجانبية في وقت ما ... تلك الفتاة التي خلعت حجابها، أم ذلك الفتى الذي قرر الخروج من سلطة التقاليد السائدة، هذا الرجل الذي احتواه الشارع بديلا عن بيته، أم ذلك الطفل الذي كان في الشارع غاضبا يشعر بتفاهته فيصبح (بطلا شعبيا). النجوم التي سقطت تحت وطأة التغيرات العفوية التي انتابت مجتمع ما بعد الحدث، والنجوم التي صعدت بلا ترتيب أوقصدية تجعل المراقبين يتململون حيرة وتعجبا، ما انكسر إبان الحدث لا يمكن تجميعه أوإصلاحه، ولكن يمكن استبداله، وهنا تكمن المعضلة، فالاستبدال عملية معقدة وصعبة، والاحتمالات مفتوحة على مستقبل يبدو غامضا، لحظة لا يمكنك الإمساك بتلابيبها دون التعثر في شرك الارتباك المعرفي الراهن.
25 يناير حدث قد يتسم بالسذاجة والرومانسية، ولكنه قد يكون عميقا لدرجة لا يمكن حساب تداعياته، يستثير فينا طوفانا من الأسئلة، كل حسب توجهاته واهتماماته، ولكنها أسئلة طازجة، قد تبدو حمقاء مثل أسئلة طفل في السادسة من عمره، ولكنها مهمة وأصيلة مثل تساؤلات حكيم في نهاية العمر.ما الحدث ... غضب أم ثورة ... تمرد أم احتجاج ... إنها كل الأشكال حسب من تحاوره، حدث يستعصي على التعقيدات الراهنة لأنه ابن لحظة آتية لم تضع بعد قواعدها، فلا يمكنك الحديث عن الأدني والأعلى، السطحي والعميق، التافه والعظيم، إن هي إلا أسماء سميتموها.

  • تعليقات المدونة
  • تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Item Reviewed: 25 يناير... حدث لم تستوعبه السياسة.. ولم يرض عنه الساسة Description: Rating: 5 Reviewed By: 3aleem
Scroll to Top