بحث في الموقع

https://3aleem1.blogspot.com.eg/

أخر الأخبار

Printfriendly

الأحد، 14 يناير 2018

أحمد عبدالعيم يكتب: رسالة إلى ...الرسالة الخامسة: وضوح الرؤية


مررنا إذن بالخطوة الأولى... ماذا أريد؟ 
وعلينا أن نخطو الخطوة الثانية...اسأل نفسك سؤالا آخر واضحا ... وأجب عليه بنفس الوضوح ... لماذا أريد أن أصبح كذا؟ ... كن صريحا مع نفسك ... فقط عليك أن تعلم أن الحصول على المال يأتي من مصادر عديدة، وبطرق مختلفة، فلا تقل أريد أن أصبح (على سبيل المثال) طبيبا لأنه يكسب مالا وفيرا، لأني سأرد عليك بأن هناك طرق أخرى شرعية أوغير شرعية لكسب المال الوفير، ولا تقل أيضا أريد أن أكون (مثال آخر) مدرسا لأنني سأضمن عملا جيدا، فهناك فرص عمل أخرى يمكنك أن تحصل عليها، إذا ما أردت مهنة أخرى ...
كن واضحا ومحددا مع ذاتك، واعلم أنك تختار مشروعا لحياتك كلها، رؤية لعمرك بأكمله ... فكر ... وتأمل ... لو أنك اجتهدت وتمكنت من أن تحصل على المال الوفير، وأصبحت عندها شخصا غنيا ... ماذا ستفعل ؟! ... تخيل ... لو أنك اجتهدت وتمكنت من أن تصبح شخصية مشهورة ... ماذا ستفعل ؟! ...
إن الإجابة على هذا السؤال هي الحـلم ...
فكر جيدا ... ثم قرر: ما هو حلم حياتك ؟! ... بعدها ... أيا كان هذا الحلم ... حتى لو أكدت أنه الرغبة في الحصول على المال الوفيرمن أجل أن تصبح غنيا (وفقا للخطوة الأولى) ، فلن أراجعك، أو أقف حائلا دون هذا الحلم ...  عليك فقط أن تردد: هذا هو حـلمي ...

حكاية بنت :
كانت فتاة في السابعة عشر من عمرها، كانت قليلة التحدث ، تهرب كثيرا من التحاور حول نفسها ، أو التعبير عن رأيها ، لم تحصل على أي تعليم رسمي عدا الابتدائية ، وقد حاولت التملص من الحديث عما تريده ، وما تستطيع فعله ، ولكنني ألححت عليها بود ، فلم تجد مفرا .... قامت الفتاة منفعلة ، وتحدثت وهي في حالة من التوتر الواضح ... قالت : ليس لي حلم ، كل ما أريده هو مساعدة أبي على زراعة أرضنا ، مثلما كنت أفعل ... ولا أستطيع فعل أي شيئ لأنني لا أمتلك أية مهارات أو قدرات تمكنني من فعل أي شيئ ... قالت هذا وجلست ، وكأنها قد أزاحت هما كان جاسما على صدرها ...
 سألتها بينما تعلو وجهي ابتسامة تشجيع واضحة ... لا عليك ... فقط حدثيني عن ما تقومين ، وكيف تقضين يومك ...
 فردت وتعبيراتها تؤكد احساسها بعدم الثقة ... لا شيئ مهم ... أحضر إلى المدرسة ... لكي أتعلم بعض المواد العلمية ... وأدرس الكومبيوتر والانترنت ... وأتعلم اللغة الإنجليزية ... وفي أيام العطلات أذهب إلى الكنيسة لأني عضوة في الكورال ... وأقضي بعض الوقت في فريق المسرح في المدرسة ...
 فسألتها : وهل تحصلين على درجات جيدة في المدرسة ؟!
فأجابت : لا أحصل على امتياز ... ولكن أبذل جهدا كبيرا جدااا للحصول على درجات جيدة ، وأنجح في ذلك إلى حد بعيد ...
فسألتها : وماذ عن الغناء في كورال الكنيسة ... هل انضممت إليه طواعية ... أم اختارك رئيس الفريق؟
فردت : لا ... لقد تم اختياري لأنهم يرون أن صوتي مناسب ... أما المسرح فلقد انضممت إليه لأني أحبه ... ولم يرفض قائد الفريق لأنه يرى أن لدي امكانات تؤهلني للمشاركة ...
 تركت الفتاة والتفت إلى المجموعة ... وسألتهم : ما رأيكم فيما تقول ( س ) ... هل هي حقا لا تمتلك قدرات ومهارات تجعلها قادرة على أن تحلم ، وتحقق حلمها ؟!
فرد أحدهم : إنها جيدة جدا في اللغة الإنجليزية ، وتتعامل بمهارة مع الكومبيوتر والانترنت ... كما أنها مجتهدة جدا ... ليتني أمتلك نصف إصرارها ومثابرتها ...
وردت إحداهن : غريب فعلا ما تقول ( س ) ... إنني أحسدها على صوتها ، وأتمنى المشاركة في فريق المسرح مثلها ، ولكنهم يرونني غير مناسبة ... قطعا إنها تمتلك قدرات متفردة ...
 لن أطيل عليكم ... بعد فترة من الوقت، كنت أثناءها أقدم لهذه الفتاة دعما وتشجيعا مناسبا داخل الفصل ، تغيرت الفتاة تغيرا ملحوظا، زادت مشاركتها في المناقشات، بدأ مظهرها الخارجي في التحسن، وبدا أنها أصبحت تهتم بمظهرها، وظهرت عليها علامات القدرة على توكيد ذاتها، والتحدث عن نفسها بطلاقة ويسر بل وسعادة ... لقد وثقت في قدراتها ومهاراتها ... فوثقت في نفسها .
ما أود قوله :


 أحيانا ما ينقصنا وضوح الرؤية، فلا نستطيع أن نحدد ما نريده، أو نحدده بصورة غير مناسبة  ... وأحيانا أخرى نرى أنفسنا عاجزين، ونغفل عن قدراتنا ومهاراتنا، أو نحكم عليها بأنها ضعيفة، لا يمكننا من خلالها أن نحقق نجاحا ملموسا ... وبالتالي ننزوي في أحد الأركان، نندب حظنا العاثر، الذي أتى بنا إلى هذا العالم، دون أية مقومات شخصية للتعامل معه ... على الرغم من تميزنا الواضح ... ومهاراتنا المتعددة ... فنضن على أنفسنا ... ونرفض أن نحلم ...       
  • تعليقات المدونة
  • تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Item Reviewed: أحمد عبدالعيم يكتب: رسالة إلى ...الرسالة الخامسة: وضوح الرؤية Description: Rating: 5 Reviewed By: 3aleem
Scroll to Top