بحث في الموقع

https://3aleem1.blogspot.com.eg/

أخر الأخبار

Printfriendly

الجمعة، 18 سبتمبر 2015





من أنـت
سؤال قد تبدو الإجابة عليه سهلة يسيرة ...
كأن يقول أحدهم :
-        أنا يوسف ... أو أنا ليلى ...
-       طالب في الثانوية العامة ... أو طالبة في كلية الآداب ...
-       أفضل اللون البني ... أو أفضل اللون الأزرق ...
-       أعشق الأطعمة الحريفة ... أو أكره منتجات الألبان ...
-       يسعدني التواجد بين أصدقائي وأفضل التواجد وسط الزحام والأغاني الصاخبة ... أوتريحني الوحدة وأفضل الأماكن الهادئة .
ربما يكون حديثا مثل هذا بسيطا وسهلا على بعضنا ، وربما يكون سخيفا صعبا على آخرين ... فالبعض منا قادر على التحدث عن نفسه بطلاقة وسهولة ... وبعضنا قد يربكه هذا الحديث كثيرا ... وبعضنا قادر على إدارة مثل هذا الحديث مع نفسه فحسب ، وبعضنا لا يتوقف ليدير حديثا مع نفسه قط .
وفي كل الأحوال... فإن معرفة النفس (الذات) هي أمر ربما لا يكون صعبا علينا فحسب ، بل ومهما أيضا ، فمعرفتي بـ"نفسي" تمكنني من التطور ، وتسهل علي معرفة الكثير عن العالم وعن الآخرين . إذ تعبر الذات عن الهوية الشخصية للإنسان مجموعة الصفات الظاهرية والداخلية التي يحملها الفرد ، والتي يتصور(الفرد) أنه يمتلكها، أو يراها الآخرون فيه، كأن نقول (فلان) كريم، أو ساذج، أو طيب، أو ذكي ...الخ، أو أن أقول: أنا عصبي، أو أنا مزاجي، أو أنا  خجول ...الخ، ونحن نقوم بالحكم على أنفسنا عن وعي وقصد، أو عن غير وعي ... ودون قصد، وسواء أكانت هذه الصفات إيجابية أم سلبية، واقعية أم متخيلة، فإن هذه التصورات تؤثر على حياتنا ومسارها في المستقبل القريب والبعيد، وتدفعنا إلى القيام بتصرفات تؤكدها، أو نحدد سلوكنا وفقا لها . 
وتعد "الذات" تعبيرا عن مكونات الفرد الخارجية / الظاهرة، والداخلية / الباطنة ... فالذات تعبر عن رؤيتي أو تصوراتي عن نفسي ... قدراتي العقلية ... قدراتي الجسدية ... تفضيلاتي الحياتية ... مهاراتي وكفاءتي العملية . وتتأثر الذات - على الرغم من كونها مكون شخصي – كثيرا بعلاقاتي بالآخرين ... حيث تتأكد وتتفتح ... أو تتقلص وتنزوي ... نتيجة هذه العلاقة مع الآخر ... وجزء كبير من رغبتي في توكيد ذاتي ... أو من ثقتي في نفسي يعود إلى رؤيتي "كيف يراني الآخرين "  في تاريخ حياتي الماضية .
ويعبر تصوري عن ذاتي - بطريقة ما – عن طبيعة رؤيتي لقدراتي العقلية، والنفسية، والاجتماعية، والبدنية، وما الذي أستطيع تحقيقه، وما الذي لا أستطيع، بصرف النظر عن الواقع الفعلي، وبصرف النظر عن ما أمتلك من قدرات، ومهارات، ومعارف، وتوجهات تؤكد تصوراتي عن ذاتي، أو تنفيها، فقد أكون وسيما ولكن تصوري عن ذاتي مخالف لهذا، ومن ثم فإن سلوكي يعبر عن تصوري هذا، وقد أكون ذكيا ولكن تصوري عن ذاتي يخالف هذا الأمر، ومن ثم أتصرف وفقا لهذا التصور ... وهكذا ...  
ويدفعني هذا الحديث إلى ضرورة العودة إلى الذات، والنظر في مكوناتها التي أتصور وجودها، ومراجعتها، وأن أتساءل حول : مالذي أريده ...؟! وما الذي أستطيع بالفعل إنجازه ...؟!  ماهي نقاط قوتي ...؟! وما هي نقاط ضعفي ...؟!  وأن أجيب عن هذه التساؤلات بوضوح، ودون مواربة أو مجاملة لنفسي، ليس فقط بغرض أن أعيد تقييم طموحاتي ونجاحاتي، بل لأعيد النظر فيما أقوم به من أفعال، وما أود أن تكون حياتي عليه .     
في ظني أن اللحظة التي فصلت الإنسان وأخذته بعيدا في تاريخ عملية التطور  هي لحظة وعي الإنسان بذاته، عندما أدرك كونه كائن مختلف ومستقل عن العالم بمفرداته المتنوعة، بل ومختلف عن ذلك الآخر الذي يشبهه إلى حد كبير .
من أنت ...

سؤال يطرح عليك لحظة تأمل، هل يدرك (الفرد) هويته؟! أم يصنع الفرد هويته ؟! هل يولد الفرد بطبيعة وقدرة محددة يعمل وفقا لها؟! أم يولد (يوجد) في هذا العالم ثم يبدأ في اكتشاف هويته من خلال صناعة مشروعه الشخصي ؟!
  • تعليقات المدونة
  • تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Item Reviewed: Description: Rating: 5 Reviewed By: 3aleem
Scroll to Top