بحث في الموقع

https://3aleem1.blogspot.com.eg/

أخر الأخبار

Printfriendly

الخميس، 6 مارس 2014

العملية التعليمية ... من وجهة نظر الأطفال


أصبح من الظاهر للعيان أن التعليم يعد العنصر الأساسي في عملية التنمية ، في أي مجتمع من المجتمعات ، ومن ثم أصبح الاهتمام به ضرورة ملحة ، تفرضها الظروف والمتغيرات الراهنة ، بغرض تحقيق التقدم المنشود ، ومواكبة العصر . ولا يختلف الحال كثيرا في مصر ، فمنذ ما يقرب من ربع قرن من الزمان ، والحديث عن تطوير التعليم هو حديث الساعة ، لا يخلو لقاء من اللقاءات من التطرق إليه من قريب أو من بعيد ، أهمية التعليم ، ضرورة تطوير التعليم ، دور المدرسة ، حماية الأطفال ورعايتهم في ظل منظومة التعليم الراهنة ، التسرب من التعليم وآثاره السلبية على المجتمع ، ظهور ظواهر مثل أطفال الشوارع وعمالة الأطفال ..الخ موضوعات عديدة طرحت ، ومازالت تطرح للمناقشة والحوار بغرض الوصول إلى الشكل الأنسب للعملية التعليمية ، والتي من شأنها الارتقاء بعقل الطفل وتنمية وعيه وتكوين شخصيته ، بالأسلوب الذي يضمن قدرته على المشاركة في بناء وتنمية مجتمعه .
عشرات المؤتمرات والندوات وورش العمل ، مئات البحوث والدراسات ، عشرات اللجان الحكومية والأهلية ، وغيرها من الآليات التي تحدد هدفا أسمى لها هو النهوض بالتعليم ، خبراء ومختصون ، أكاديميون وأساتذة جامعة ، يجتمعون ويتناقشون ، ويطرحون النظريات والرؤى ، اهتمام على أعلى المستويات ، ولكن ... أين الطفل من كل هذا ؟!
تعودنا جميعا على التحدث في غياب صاحب القضية ، لا نأتي بصاحب المشكلة ليطرح وجهة نظره ، ربما ظنا منا بأن الطفل غير قادر على المشاركة في حل مشكلته ، أو لعدم قدرته على فهم واستيعاب قضاياه ، وهو أمر لا شك يخلو من الصحة ، ويعتريه الكثير من الخطأ ، فالأطفال قادرون على استيعاب مشكلاتهم ، وقادرون إذا سنحت لهم الفرصة من التعبير عن أنفسهم ، والوعي بمشكلاتهم وقضاياهم .
ومن الجدير بالذكر أن الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل قد وضعت بند مشاركة الطفل بوصفها معيارا رئيسيا في النجاح الحكومي والمجتمعي في حماية الطفل ورعايته ، كما تعطي مساحات كبيرة لهذا العنصر بوصفه عنصرا حاكما في الاتفاقية ، فهو حجر زاوية وركن رئيس ، بالإضافة إلى أن عدم قدرة الأطفال على القيام بمثل هذه الأدوار لن يكون وراءه أية عوامل إلا رغبة الكبار في احتكار السلطة لأنفسهم والسعي للتحكم في إرادة الأطفال وتطويعها بما يتناسب مع إراداتهم ، وهذا ما يحدث كل يوم من جانب الآباء وأولياء الأمور ، بداية باختيار نوعية الطعام اليومي واختيار الأصدقاء وانتهاء باختيار المدرسة والكلية التي يجب الالتحاق بها .
ويسعى بعض القائمين على تربية الأطفال وتنشئتهم ، والمنادون بحقوق الطفل ، إلى توسيع رقعة مشاركة الطفل في كافة الأمور والقرارات المتعلقة به وبمستقبله ، وهي آلية تتسم بالصعوبة ، نظرا لعدم اقتناع الكبار والصغار بضرورتها ، ومن ثم يصبح نشر الوعي بأهميتها ضرورة ملحة ، وخاصة في الظروف الراهنة . كما يسعى القائمون على الطفولة والتنمية إلى فرض منهجية مشاركة الطفل بوصفها المنهجية القادرة على التوصل إلى تحديد المشكلات وأساليب الحل والتخطيط لتنفيذ برامجه بمشاركة أصحاب المشكلة ، فأصحاب المشكلة هم أولى الناس بالمشاركة في تحديد أبعادها ، ووضع آليات وخطط علاجها .
ويواجه العاملون في مجال الطفولة صعوبات ومعوقات عديدة في استخدام هذه الآلية ، وخاصة في المجتمعات النامية ، ومن بينها مصر ، نظرا لذلك التراث القديم والعميق من أساليب التعليم التقليدية ، والثقافة التقليدية ، التي تعتمد على عناصر التلقين ، والحفظ ، والرأي الواحد ، والتي لا تسمح للطفل بالتعبير عن نفسه ، أو المشاركة في العملية التعليمية إلا بوصفه وعاء فارغ المحتوى ، يجب أن يملأه القائمون على التعليم والثقافة بما يرونه هم مناسبا وضروريا ، وهو الأمر الذي أدى بدوره إلى انتشار ثقافة اللامبالاة داخل المجتمع ، وتناقص الرؤى الإبداعية الخلاقة واضمحلالها ، بالإضافة إلى تجنب المشاركة الاجتماعية والسياسية داخل المجتمع وعبر آلياته ومؤسساته المختلفة وعدم قدرة الأفراد على اتخاذ قرارات ، أو التعبير عن أنفسهم .
لقد أصبحت مشاركة الأطفال عملية ضرورية في تدعيم كفاءة المجتمع وتطويره وتحقيق مساواة حقوقية كافة أفراد المجتمع , ولتحقيق شرط مشاركة الأطفال اتبع نمط جديد وهو أخذ رأي الأطفال بل تعدا الأمر إلى أن أشارك الأطفال في كل ما يتعلق بأمور حياتهم .
وهذه الورقة هي محاولة بسيطة للتعرف على وجهة نظر الأطفال في العملية التعليمية في مصر ، وقد تم استخدام  أسلوب البحث بالمشاركة ، عن طريق إقامة ورشة عمل لمجموعة من الأطفال في مستويات التعليم المختلفة في المرحلة الإلزامية الأولى والثانية ، وكان عددهم 14 طفلا ، معظمهم من أسر من الطبقات المتوسطة اقتصاديا واجتماعيا ، وكانت الورشة في مدينة "القناطر الخيرية" إحدى مدن محافظة القليوبية ، وهي مدينة ريفية الطابع .
وقد طرحت الورشة مجموعة من الأسئلة ، استخدمت في الإجابة عليها أساليب متنوعة منها:
-         الرسم.
-         الدراما.
-         الحوار الحر، والمناقشة المباشرة، فرديا وجماعيا.
وكان الهدف هو التعرف حول رؤية الأطفال في العملية التعليمية ، من خلال التعرف على وجهة نظرهم في المدرسة ، وكان ذلك من خلال مجموعة من الأسئلة وكانت:
- السؤال الأول : أيهما تفضل المدرسة أم البيت أم الأكل؟
- السؤال الثاني : ما هي الأشياء التي تحبها في المدرسة ، وما هي الأشياء التي لا تحبها؟
- السؤال الثالث : ما هي المواد الدراسية التي تفضلها ، وما هي المواد الدراسية التي لا تفضلها ... ولماذا؟
- السؤال الرابع : قم بارتجال موقف حدث لك في المدرسة.
وعي الأطفال:
كان السؤال الأول سؤال "مشكل" للتعرف على مدى وعي الأطفال بالفروق الجوهرية بين مجموعة الاختيارات ، وقدرتهم على التمييز بينها ، وهو ما اتضح من خلال ردودهم ، والتي أكدت على صعوبة إقامة علاقات تفضيل بين الموضوعات الثلاثة : ( احنا بناكل علشان نكبر ، احنا بناكل علشان نقدر نعيش ) ، ( في البيت بناكل ونشرب وننام ونذاكر ، البيت فيه بابا وماما واخواتنا ) ، ( المدرسة هي اللي بنتعلم فيها علشان نبقى من الأولين ، المدرسة بنقابل فيها اصحابنا ، المدرسة بنتعلم فيها ونبقى متفوقين ) .
ومن خلال الردود المتعددة للأطفال التي انحصرت جميعها في هذه المعاني السابقة يبدو وعي الأطفال بدور الأسرة ، والمدرسة ، وإن كان وعي بسيط بعض الشيء ، إلا أنه يعبر عن فهم واضح ، وهو الأمر الذي شجعنا بالتالي على الاستمرار دون توقف لعمل بعض الشرح حول موضوعنا ، فلقد كان الحديث الأولي حول سباب وجودنا ، وماذا نريد من الأطفال ، واكتفينا بهذا بعد إجابة السؤال الأول وأكملنا الورشة.
 المناخ التعليمي والعلاقات التبادلية:
 يفرز المناخ التعليمي نوع من العلاقات التي تتسم بالعنف المتبادل ، وهي سمة أصبحت عامة داخل مؤسساتنا التربوية في مصر ، وإذا كانت العديد من الدراسات والبحوث تؤكد على هذا التحول الكبير الذي طرأ على المؤسسات التربوية لتصبح مسرحا للعنف المتبادل ، حيث غدت ثقافة العنف هي الثقافة السائدة والمسيطرة داخل المجتمع ، بصورة تكاد تمثل ظاهرة مجتمعية مرضية ، فإن هذا يظهر بوضوح من خلال إجابات وتعليقات الأطفال .
والعنف هو سمة من سمات الطبيعة البشرية ، يتسم به الفرد ومن ثم الجماعة ، ويظهر حيث يكف العقل عن قدرة الإقناع والاقتناع ، فيلجأ الإنسان إلى العنف لتأكيد ذاته ، كما أن العنف هو ذلك الضغط البدني والنفسي على الفرد والجماعة يحدث بدوره استجابة سلوكية ذات طبيعة انفعالية تخلو من العقلانية ، أما في لغته الاصطلاحية : يعتبر العنف هو ممارسة القوة ضد الآخر عن قصد ، ويؤدي إلى تدمير أو إلحاق أذى أو ضرر مادي أو غير مادي بالنفس أو بالغير .
وهو ما يعني :
 - إيذاء جسدي عن عمد على نحو يحدث ضررا أو أذى ، وما يترتب عليه من سوء معاملة النفس أو الغير .
- إلحاق أذى أو ضرر أو تدمير للذات أو للأشياء أو للغير نتيجة انتهاك ما .
ومما لا شك فيه أن العنف داخل المدرسة ينتج عنه كثير من المشكلات ربما أهمها هو تبديد قدرات وطاقات الأطفال الإبداعية والتعليمية ، مما يؤثر على أدائهم وإنجازاتهم المنوطة لهم ، كما أنه يعرض أمن وسلامة المجتمع للخطر على المستوى البعيد .
 المدرس / التلميذ:         
هناك أشكال عديدة ومتنوعة من أشكال العنف يمارسها المدرسون على التلاميذ ، وتعبر عن رؤيته لمفهوم العقاب ، وقناعته بضرورته الحتمية بوصفه عقيدة تربوية ، ومن لا ينظر إليه بوصفه شكل من أشكال الإيذاء أو سوء المعاملة للأطفال ، وهو ما يجعل من العنف منظم ومتزايد باطراد ، ويتراوح العنف الذي يمارس على الأطفال بين عنف جسدي ( المدرسين بيضربوا بالشلاليت " أولاد وبنات" وبيمدونا ) ، ( الميس ضربتنا عشر عصيان علشان كنا بنتكلم ) أو عنف لفظي أو شفهي ( المدرسين بيشتموا طول الوقت ) أو عنف نفسي أو معنوي ( التزنيب " كما في الرسم " ، " باقول للأستاذ أنا مافهمتش .. قال لي إنشالله ما عنك فهمت .. أحسن ) .
وأحيانا ما يمارس عنف عكسي ، يمارسه التلاميذ على المدرسين ، ( في إحدى الرسوم طفل يلقي بالقمامة على المدرس وهو يشرح الدرس ، وآخر يقف على الكرسي ) وفي تعليق من تلميذة ( ممكن أرسم الطالب وهو بيضرب المستر بالمطواه ؟ ).
 إن كلا الموقفين يعبران عن صور العنف المتعددة التي أصبحت تمثل ظاهرة في كثير من المدارس ، ومن الضروري الوقوف عندها ودراستها ، نظرا لأثرها البالغ على سير العملية التعليمية ، وتوفير المناخ المناسب أو الطارد للطفل لتشجيعه على التعلم ، أو لتسربه من التعليم ليواجه مصير أطفال الشوارع ، أو على أقل تقدير عمالة الأطفال وجميعها قضايا يعاني منها المجتمع المصري كظاهرتين غير صحيتين داخل المجتمع .
 التلميذ / التلميذ:
هناك نوع من العنف المتبادل يمارسه الأطفال على بعضهم البعض ، وهو يبدو طبيعيا في ضوء ثقافة العنف المنتشرة ، وقد عبر عنه الأطفال بوضوح من خلال الرسومات المتعددة ( طفلة تشد شعر زميلتها ) ، ( طفل يضرب زميله ) ، وكذلك يبدو حجم العنف المتبادل من خلال الموقف الارتجالي الذي قرر الأطفال تمثيله أثناء الورشة ، وهو يعبر عن عنف شديد ومتعمد يتبادله الأطفال داخل المدرسة ( قام الأطفال بتمثيل طابور الصباح في المدرسة . عند صعودهم الفصل اكتشفوا تغيب مدرسهم عن الحصة ! نزل بعضهم إلى فناء المدرسة ليلعبوا " الأولى " وبينما هم يلعبون جاءهم بعض الأطفال من فصل آخر ، كان أيضا مدرسهم قد تغيب عن المدرسة ! وطلبوا منهم اللعب معهم وإلا أفسدوا لهم اللعب ، فرفضت المجموعة الأولى الانصياع لتهديد المجموعة الثانية ، فبدءوا في تبادل السباب والشتائم ومن ثم الضرب ، فجاءتهم إحدى المدرسات ، فانفضوا عن بعضهم وهم يهددون ويتوعدون وعندما خرجوا في " الفسحة " بعد ذلك ، عادوا ليكملوا ما كانوا قد بدءوه من عراك ، وبينما هم على هذا الحال حضر مدرسا المجموعتين وتبادلا حوارا ساخنا حول أي المجموعتين المسئولة ، ومن ثم أقل أدب وتربية ، وتطور الحوار إلى مشادة كلامية ، ثم تشابك بالأيدي بين كلا المدرس ، كان هذا مجمل الموقف المرتجل ، وبالاستيضاح تبين أن الموقف برمته واقعيا فيما عدا واقعة التشاجر بين المدرسين .
ولعل الموقف يعبر ببساطة عن طبيعة العلاقة بين الأطفال  وما آل إليه الحال في مدارسنا ، ومن الجدير بالذكر أنه أثناء الحوار عقب المشهد المرتجل قد تحدث الأطفال عن زملائهم الذين يحملون "السنج والمطاوي " ، وغيرها من الأدوات الحادة ليستخدموها في إيذاء زملائهم وإرهابهم ، وإن لزم الأمر مع المدرسين .
 العنف ضد الأشياء:
تتعدى ممارسات العنف حدود الآخر إلى الأشياء المتواجدة مع الأطفال في محيط مجتمعهم ، فدائما ما يقوم الأطفال (بكسر الديسكات) ، ( وتقطيع اللوحات ) ، ( والكتابة على جدران وحوائط الفصول والحمامات ...الخ ) ، ( والتعلق بالأشجار وكسر فروعها ) ( وإلقاء المهملات والقمامة في الشارع وفي فناء المدرسة) ، ( وإفراغ السلات من محتوياتها في الفناء ) .
إن هذه النماذج جميعها تمثل سلوكيات عنيفة في مواجهة أشياء ربما لا تسبب لهم إزعاجا ، ولا تمثل لهم أي شكل من أشكال التحدي المباشر أو غير المباشر ، ولكنه سلوك يمثل تعبير واضح عن الكبت والإحباط الذي يعاني منه الطفل في مواجهة سلوكيات يومية تمارس ضدهم على مستويات جسدية ونفسية متعددة .
 ولعل الأسباب وراء مثل هذا السلوك العنيف تعود إلى :
- الشعور المتزايد بالإحباط .
- ضعف الثقة بالنفس .
- الاضطراب الانفعالي والنفسي ، وضعف الاستجابة للقيم والمعايير المجتمعية .
 وربما يعود عنف المدرس إلى نفس الإحساس بالإحباط الذي يعاني منه ، بالإضافة إلى تردي الحالة الاقتصادية للمدرس والتي تجبره على ممارسة سلوكيات لا تتناسب وطبيعة عمله ، بالإضافة إلى الظروف الاجتماعية الضاغطة التي يتعرض لها .
 إن العنف يمثل دائرة مفرغة يدور فيها المدرس والتلميذ ، تؤثر بشكل سلبي على سير العملية التعليمية ، وتؤدي إلى مزيد من الهدر في الطاقة البشرية للمجتمع ، وتنتج أجيالا غير قادرة على استيعاب الآخر ، أو استيعاب المنجزات البشرية العلمية والتكنولوجية ، بالإضافة إلى تناقص قدرات الأطفال على التكيف مع المجتمع والانتماء إليه ، وأخيرا عدم قدرة المدرسة على أداء مسئوليتها المنوطة بها .
 فلا شك أن مظاهر العنف التي عبر عنها الأطفال في أعمالهم الفنية ، ومن خلال الحوارات المفتوحة التي دارت معهم ، تعبر جميعها عما وصل إليه الحال في المدرسة المصرية ، وما وصلت إليه حالة العملية التعليمية في مصر من تدن ملحوظ وظاهر للعيان ، ومن ثم من الضروري التوقف عند هذه الظاهرة ودراستها بتأن حتى يتمكن القائمون على التعليم في مصر من الحد من انتشار مثل هذه الظواهر وتجنب آثارها السلبية .
ما الذي يريده الأطفال في المدرسة:
عندما طلب من الأطفال تحديد الأشياء المحبوبة في المدرسة لم يقم أي منهم برسم أشياء ذات علاقة بواقع المدرسة الحالي، ولكنهم رسموا أحلامهم حول مدرسة جديدة جميلة ومحبوبة، ولقد ظهر هذا علي النحو التالي:
- اتفق كثير من الأطفال علي ضرورة أن تكون المدرسة جميلة ونظيفة، وتخلوا جدرانها من الكتابة و "الشخبطة"  والرسوم ... الخ.
- رسم عدد من الأطفال مدرس أو مدرسة تشرح الدرس في هدوء والأطفال يستمعون في هدوء، والفصل منظم ونظيف.
- رسم الأطفال فناء المدرسة جميل ومنظم و أحواض الزهور و سلات المهملات ، وهناك مدرسون يشرفون علي الأطفال وهم يلعبون في نظام.
لقد كان واضحا خلال الورشة أن الأطفال يعرفون أن عليهم دور في توفير المناخ المناسب لعملية التعليمية، فهم ينتقدون أنفسهم ( الذين يضربون بعضهم البعض، يرمون القمامة في فناء المدرسة، ويسخرون من المعلمين و يعتدون عليهم أحيانا بالسب أو الضرب) ولكنهم أيضا علي دراية بالدور المفقود للمدرس وللإدارة المدرسية، وعدم رغبة المدرسين في الشرح بسهولة ويسر لتوصيل المعلومة، وممارسة العنف علي التلاميذ بصور مختلفة ، بالإضافة إلى ربطهم بين المدرسة النظيفة ، الجميلة، المنظمة ومناخ التعليم.
      ومن ثم تبدو مطالب الأطفال واضحة ومحددة في هذا الجانب من الموضوع ، مدرسة جميلة ونظيفة ومنظمة، إدارة تشرف علي العملية التعليمية من اللحظات الأولى و حتى نهاية اليوم الدراسي، أماكن مخصصة للعب ، زيادة النشاط الحر، مدرس يشرح بسهولة ويسر ويكون رفيق بالأطفال ( الميس بتزعق وتضرب لما نعمل دوشة في الفصل ، انا عايزها تزعق بس واحنا حنسمع الكلام).
" احنا نفسنا الأساتذة يبقى لهم دور ، عشان لما واحد مننا بينضرب و بيروح يشتكي للمدرس مش بيعمل حاجة للي ضرب، و كمان احنا عارفين إن فيه أطفال بشيلوا سنج ومطاوي بيتخانقوا مع المدرسين، علشان كده المدرسين بيخافوا يتدخلوا" .

المقرر الدراسي:
وضح من خلال الحوار مع الأطفال أن مواد العلوم والرياضية والحساب والإنجليزي والعربي هي المواد المفضلة والتي يحبونها وعللوا ذلك لمجموعة أسباب تتفاوت من طفل لطفل وان اجتمعوا أيضا عليها
وهذه هي الأسباب:
- المدرس بشرح كويس حببني في المادة وبيوصل المعلومة بسهولة.
- بحب الإنجليزي علشان لغة العصر.
- بحب الرياضة بتنشط المخ.
- بحب العلوم علشان معلومات عن جسمي.
- بحب الرياضة والإنجليزي والعلوم علشان حاجات عايشين فيها عن الكون والهواء والمياه.
- بحب الرياضة والعلوم والعربي لا انه يزودوا العقل بالأشياء الكويسة .
وفي المقابل سؤال الأطفال عن المواد التي لا يفضلونها أجابوا:
- مابحش الإنجليزي صعب.
- ما بحبش الحساب صعب.
- ما بحبش الدراسات علشان بها حاجات كثيرة صعبة، وحاجات قديمة.
- مش بحب الدراسات علشان مكلكعة.
- مش بحب الدراسات متعقدة منها.
-كما اجتمع كثير من الأطفال علي انهم يجبون ممارسة الرسم والموسيقى و الأنشطة.
- بحب الموسيقى والرسم.
- اكثر مادة بحبها الأنشطة.
- بحب المدرسة لعشان بقابل أصحابي واللعب معاهم

ربما لسنا بحاجة إلى التعليق علي ما ورد من وجهة نظر الأطفال حول أسباب حبهم و كرهم أو تفضيلهم لمادة عن أخرى، فالأطفال علي وعي كافي بأن من أسباب ارتباطهم بمادة ما ، إما أن يكون شرح المدرس لها سهل ومبسط ، أو أن يكون المدرس قادر علي توصيل المعلومة للطفل ، كما انهم يربطون المواد المفضلة بواقعيتها ومدي قربها من حياتهم ، أو قدرتها علي تزويدهم بأشياء تفيدهم والعكس صحيح ، فالدراسات قديمة، "مكلكعة" ، معقدة ، لأنه لم يتم التوضيح للأطفال عن أسباب دراستهم لها ، فالدافعية للتعليم هي عنصر مهم لا يتم الارتكاز إليه عند ممارسة العملية التعليمية ، لا أحد يعطي الأطفال مقدمة عن المواد ولماذا ندرسها ؟ وما هي أهمية كل منها ؟ وليس ذلك فحسب بل يجب أن يشرح لهم ندرس العلوم أو الدراسات أو العربي...الخ.
انهم مضطرون لدراستها دون سبب وهذا ما يراه المدرسون ، ومن ثم فليس من الضروري أن تشرح لهم أسباب دراستها ، انه مقرر دراسي من اعلي آتاهم (المدرسين ) دون أن يشاركوا في وضعه ، ومن ثم فليس من حق الطالب أن يسال لماذا ندرس هذا؟! ودورهم هو القيام بتوصيله إليهم حسب ما ورد دون اللجوء لأي شكل إبداعي ( إن شاالله عنك ما فهمت.. أحسن) .
إن القهر الذي يقع علي المدرس في المجتمع والمدرسة يقوم المدرس بممارسته علي الأطفال عن وعي أو دون وعي ، ومن ثم فإن إعادة النظر في العملية التعليمية لا بد وأن يوضع في الأولويات ، وضع المعلم الاقتصادي والاجتماعي والنفسي ، وكذلك لابد من النظر في مؤسسات تأهيل المدرسين في مصر (كليات التربية – النوعية – التعليم الأساسي...الخ)وكذلك النظر في الاستعانة بكوادر غير مؤهلة (كليات أخرى) بالإضافة إلى ضرورة أن يكون هناك اختبارات نفسية للملتحقين بكليات التربية المختلفة ، وأن تخرج هذه الكليات خارج إطار منظومة (المجموع/ التنسيق) ، إن المؤسسات التي تعد لنا القائمين علي بناء عقول وشخصيات أطفالنا لابدا أن يتم اختيارهم بدقة متناهية ففي أيديهم يقع مستقبل هذا الوطن.
  
المواد المفضلة
المواد الغير مفضلة
1-   الرياضة
2-   عربي اكثر مادة بحبها والأنشطة
3-   بحب كل المواد وما عنديش فرق بينها
4-   الرسم والعلوم والرياضة
5-   الإنجليزي والعربي
6-   الرياضة والعلوم والعربي ل انهم يزودا العقل بأشياء مفيدة
7-   الرياضة والعلوم
8-   بحب المواد كلها علشان
9-   الحساب والعربي والإنجليزي
10-                       بحب الحساب وبحب الإنجليزي والعربي علشان بفهمهم بسرعة
11-                       بحب العربي والإنجليزي والعلوم (درجة اولى) والباقي عادي جدا و بحب الرسم والموسيقى
12-                       بحب الرياضة والعلوم والإنجليزي علشان حاجات عايشين فيها عن الكون والهواء والمياه
13-                       العلوم والحساب علشان المدرس حببني فيها بيشرح كويس وبيوصل المعلومة بسهولة
14-                       بحب الانجليزي لغة العصر وبحب الرياضة بتنشط المخ وبحب العلوم علشان المعلومات عن جسمي
1- ما بحبش الإنجليزي صعب.
2- الدراسات ( التاريخ – الجغرافيا)
3- الدراسات.
4- الدراسات.
5- الدراسات.
6- ما بحبش الحساب علشان صعب.
7- مابحبش الإنجليزي علشان بخده كل يوم.
8- ما بحبش الدراسات علشان فيها حاجة كثيرة صعبة ، حاجات قديمة.
9- مش بحب الدراسات علشان مكلكعة.
10- مش بجب الدراسات متعقدة منها جدا.
     

  
  • تعليقات المدونة
  • تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Item Reviewed: العملية التعليمية ... من وجهة نظر الأطفال Description: Rating: 5 Reviewed By: 3aleem
Scroll to Top